المحتوي
الغربة! في زمن العولمة والانفتاح على العالم، أصبح الكثير منا يتوجه إلى الخارج بحثًا عن فرص عمل أفضل ورواتب مغرية. ولكن، هل فكرنا في تكلفة هذه الرحلة على الصعيدين النفسي والاجتماعي؟
الغربة من أجل العمل: هل تستحق التضحية من أجل المال؟
البحث عن فرصة أفضل: من الطبيعي أن يبحث الإنسان عن تحسين وضعه المادي، وقد يكون السفر للخارج هو الحل الأمثل للبعض. تقديم الخدمات أو العمل في بيئات متقدمة يمكن أن يوفر فرصًا مالية لا تتوافر في الوطن الأم.
الغربة والانقطاع عن الجذور: ورغم المزايا المادية، تظل الغربة تحمل في طياتها تحديات كبيرة. الشعور بالوحدة، الانقطاع عن العائلة والأصدقاء، والتأقلم مع ثقافة جديدة، كلها عوامل قد تؤثر على الصحة النفسية للفرد.
التوازن بين الحاجة والرغبة: هل يمكن الجمع بين الرغبة في الحصول على مال وبين الشعور بالأمان والراحة النفسية؟ البعض يرى أن التحدي يكمن في العثور على التوازن. يمكن للفرد أن يخطط لفترة محددة للعمل بالخارج ثم العودة، أو البحث عن وسائل دعم نفسي واجتماعي في البلد الجديد.
الغربة هي حالة نفسية تشعر بها الشخص عندما يشعر بالعزلة أو العدم الانتماء في بيئته المحيطة، وقد تكون الغربة نتيجة للعديد من العوامل مثل:
- عندما ينتقل الشخص إلى مكان جديد أو بيئة غير مألوفة.
- عندما يجد الشخص نفسه في مجتمع ذو ثقافة ولغة مختلفة عن ثقافته الأصلية.
- عندما يبتعد الشخص عن أفراد أسرته أو أصدقائه ويجد نفسه بمفرده.
- عندما يشعر الشخص بعدم التواصل الاجتماعي والانفصال عن المجتمع المحيط به.
- عندما يتعارض نمط حياة الشخص مع الثقافة المحلية.
تتراوح درجات الغربة من شعور بسيط بالعزلة إلى شعور متكرر ومستمر بالعدم الانتماء ويمكن أن تؤثر الغربة على الصحة النفسية والعاطفية للفرد، وقد تكون تجربة تحدي للتأقلم والتكيف مع الظروف الجديدة ومن المهم البحث عن الدعم الاجتماعي والمساعدة للتعامل مع تلك المشاعر والتكيف بشكل أفضل في البيئة الجديدة.
لماذا يلجأ الشخص الي الغربة والبعد عن الوطن
الغربة لها بعض المميزات التي يمكن أن تكون إيجابية وتساعد الفرد على النمو والتطور الشخصي ومن بين هذه المميزات:
- يعيش الشخص في بيئة جديدة يتعرف فيها على ثقافات وعادات مختلفة، مما يسهم في توسيع آفاقه المعرفية والثقافية.
- تجربة الغربة تجعل الشخص يتعامل مع التحديات ويكتسب مرونة نفسية وقدرة على التكيف مع التغييرات.
- يصبح الشخص أكثر استقلالية وقدرة على اتخاذ القرارات الذاتية في ظل ظروف جديدة.
- قد يتعلم الشخص لغة جديدة أثناء فترة الغربة مما يسهل التواصل مع الآخرين ويفتح أبوابًا لفرص جديدة.
- يعيش الشخص تجارب جديدة وصعبة قد تزيد من مستوى تحمله وقدرته على التعامل مع الصعوبات.
- يمكن للشخص خلال فترة الغربة التعرف على أشخاص جدد وتوسيع شبكة علاقاته الاجتماعية.
- يصبح الشخص أكثر تفهمًا للثقافات الأخرى والاحترام للتنوع الثقافي
المساؤي التي تواجه المغترب
على الرغم من أن الغربة قد تكون تجربة إيجابية بعض الأحيان، إلا أنها قد تحمل بعض العيوب والتحديات للأشخاص، ومن بين هذه العيوب:
- يمكن أن يشعر الشخص المغترب بالوحدة والعزلة عندما يكون بعيدًا عن الأهل والأصدقاء والمجتمع الذي اعتاد العيش فيه.
- يحتاج الشخص المغترب إلى التكيف مع بيئة جديدة وثقافة مختلفة، وقد يكون ذلك صعبًا في البداية.
- بعيدًا عن أفراد العائلة والأصدقاء، قد يفقد الشخص المغترب الدعم الاجتماعي الذي كان يحصل عليه في البلد الأصلي.
- يمكن أن يشعر الشخص بالحنين إلى بلده وأصوله، وقد يتسبب ذلك في شعور بالحزن والاشتياق.
- يمكن أن يشعر الشخص المغترب بعدم الانتماء الكامل للمجتمع الجديد، ويعتبر ذلك بعض الأحيان عائقًا للتكيف الكامل.
- يمكن أن تكون صعوبات اللغة والثقافة عوائق أمام التواصل الفعال مع الآخرين وفهم المجتمع الجديد.
- قد يواجه المغترب تحديات مالية وقانونية في البلد الجديد، مما يمكن أن يضيف ضغوطًا إضافية.
بعض الحلول البديلة لعدم اللجوء الي الغربة
هناك بعض الحلول البديلة التي يمكن اعتمادها للتخفيف من تأثير الغربة أو توفير بديل إيجابي لها وإليك بعض الحلول البديلة:
- حاول الانخراط في أنشطة اجتماعية والتعرف على أشخاص جدد في المجتمع الجديد ويمكنك الانضمام إلى مجموعات هوايات أو مجموعات دعم للمغتربين.
- حاول تعلم اللغة المحلية للبلد الجديد، حيث يمكن أن يساعدك ذلك في التواصل بسهولة مع الآخرين وفهم الثقافة المحلية.
- استفد من الفرصة لاستكشاف الثقافة المحلية والتعرف على العادات والتقاليد الجديدة.
- شارك في الأنشطة المحلية والمهرجانات والفعاليات التي تُقام في البلد الجديد.
- تحدث مع أفراد العائلة والأصدقاء والبحث عن الدعم الاجتماعي في البلد الجديد عبر الأصدقاء والجيران والزملاء.
- المشاركة في الأعمال التطوعية يمكن أن تساهم في توطيد العلاقات الاجتماعية والتأثير الإيجابي في المجتمع المحلي.
- قد تجد المساعدة والدعم من خلال التواصل مع المغتربين الآخرين الذين يمرون بتجارب مشابهة.
- احتفظ بالروابط مع بلدك الأصلي وعائلتك وأصدقائك من خلال وسائل الاتصال الحديثة.
الختام: الغربة من أجل العمل هي تجربة تحمل معها فرصًا وتحديات. وقبل اتخاذ القرار بالهجرة، يجب على الفرد أن يقيم المكاسب والخسائر، وأن يتأكد من جاهزيته النفسية لهذه التحديات. فالمال هو وسيلة وليس هدفًا في حد ذاته.